اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله أجورنا واجوركم بمصاب سيد الشهداء عليه السلام t]
نعرض لكم احباب الحسين شيئا من خصائص القرآن وخصائص الحسين عليه السلام نفعنا الله واياكم بها
القرآن المجيد : له أربعة عشر منزلا من أول حدوثه - كما هو الحق - الى استقراره في الجنة ، فإنه شخص مخلوق جليل ، له كلام ومنازل ونزول ، وشفاعة وخصومة .
وهي :
الا:ول منزل حدوثه وايجاده في اللوح ، الذي هو جسم خاص أو ملك .
الثاني : قلب اسرافيل الملك عليه السلام الناظر الى اللوح .
الثالث : قلب ميكائيل الملك عليه السلام اذا قرأه عليه اسرافيل عليه السلام .
الرابع : قلب الملك جبرئيل عليه السلام اذا قرأه عليه اسرافيل عليه السلام .
الخامس : نزوله في البيت المعمور في ليلة القدر المباركة .
السادس : نزوله جملة على قلب النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ليعلمه هو ، لا ليتلوه على الناس ، وذلك في أول شهر رمضان المبارك .
السابع : نزوله عليه لتلاوته في اول المبعث النبوي المبارك .
الثامن : نزوله في كل ليلة للقدر على امام زمانه عجل فرجه وصلوات الله تعالى عليه وعلى ابائه المعصومين ، (سلام هي حتى مطلع الفجر ) ، في سورة القدر.
التاسع : منزله في الأسماع .
العاشر : منزله في اللسان وهو القراءة .
الحادي عشر : منزله في القرطاس.
الثاني عشر : منزله في القلوب الطاهرة المؤمنة المصدّقة به العاملة بما جاء فيه .
الثالث عشر : منزله يوم المحشر بهيئة عجيبة نورانية جليلة .
الرابع عشر : منزله في الجنـــــــــة ، وله درجات يقال لقارئه اقرأ وارقه ، فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها ، ارق : اصعد ، والهاء في وارقه للوقف .
كل ذلك من الروايات المجتمعة ، ولكيفية هذه المنازل تفصيل في مقام آخر ، ويحتاج الى زيادة تحقيق لها .
وقد ذكرت في روضات الجنات ، إنما المقصود - الان - هو ان الحسين عليه السلام ايضا له اربعة عشر منزلا في فضائله .
وله ايضا اربعة عشر منزلا في مصائبه :
ولنفصل الاربعة عشر الاولى ، ثم الاربعة عشر الثانية بتوفيق الملك الأكبر .
فنقول :في بيان منازل مراتبه .
المنزل الاول : منزل خلقه نوراً قبل خلق الخلق .
المنزل الثاني : منزله المتعلق بالعرش ، وله منه حالات : محدقاً به ، وعن يمينه ، وفوقه ، وحامله ، وقدامه ، وظله ، ومجلسه ، وقرطه ، وشنفه ، وزينته ، ومجموع ذلك في الروايات جاء في كشف الغمة ومعاجز آل البيت وبحار الانوار.
المنزل الثالث : منزله المتعلق بالجنة ، وله فيها كيفيات ، من كونه شجرة فيها ، وثمرة الجنة ، وقرطاً لاُدن الزهراء عليهما السلام ، وزينة للجنة ، وقرطيها وزينة لاركانها ، وان الجنة تشتاق اليه ، وله فيها حورية مخصوصة ، وان الجنة خـُلقت من نوره عليه السلام كما مرّ في الرواية .
المنزل الرابع : منزل كونه نوراً في الاصلاب الشامخة
المنزل الخامس : منزل كونه نوراً في الأرحام المطهرة، خصوصا عند الحمل به من الطاهرة الزهراء عليها السلام .
فانها قالت : لما حملت به ما كنت احتاج الى المصباح في الليالي المظلمة .
المنزل السادس : على يدي لعياء الحورية ، التي ارسلت قابلة له مع الحورالعين .
المنزل السابع : منزله في جسد النبي الاكرم محمد (ص) ، وله في هذا المنزل مجالس : عاتقه الشريف ، وكتفه المكرم ، وحجره المحترم ، وصدره المعظم ، وظهره المفخم ، ويديه المباركتين ، ولكل كيفية خاصة ذكرناها في محلها ، وكذلك لأعضاء النبي (ص) على جسد الحسين (ع( منازل خاصة ، فمنزل لسانه فم الحسين يرضعه ، ومنزل ابهامه حلقه ليغذيه ، واما شفتاه فإن لهما على جسده منازل .
أحدها : جبينه .
ثانيها : نحره ، وكان أكثر نزولهما فيه .
ثالثها : ما فوق سرته ، فانه كان يخصه بالتقبيل .
المنزل الثامن : صدر الزهراء البتول صلوات الله تعالى عليه .
المنزل التاسع : يدا علي عليه السلام حين كان يحمله على يديه ، فيقبل رسول الله (ص) كل اعضائه ويبكي ويقول له : يا أبت لم تبكي ؟ فيقول : اُقبل مواضع السيوف وأبكي .
المنزل العاشر : كتف الملك جبرئيل عليه السلام ، وعاتقه ، لمرات عديدة حينما كان يأخذه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ولا ننسى ان جبرئيل (ع) قد كان يهز مهد الحسين صلوات الله تعالى عليه ويتبرك بقربه .
المنزل الحادي عشر : منبر رسول الله الاعظم (ص) ، فانه لم يصعد معه على المنبر احد قط الا علي عليه السلام حين رفعه يوم الغدير ، وقال : من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه .
ولكنه (ص) أخذ الحسين (ع) معه ، وأجلسه وهو على المنبر قدامه ، أو في حجره المبارك ، فقال : أيها الناس هذا الحسين بن علي فاعرفوه ؟، وفضلوه كما فضــّله الله تبارك وتعالى .
المنزل الثاني عشر : قلب النبي (ص) فان له فيه منزلا خاصا ، وموقعا خاصا ، قد وصفه هو بأنه لم يقع موقعه أحد فيه .
المنزل الثالث عشر : صدر النبي المصطفى (ص) في زمن خاص ، وهو حين كان يجود بنفسه الشريفة ، فقد كان الحسين (ع) على صدره المبارك ، وهو يبكيه ، ويذكر مصابه في تلك الساعة .
المنزل الرابع عشر : قلبه (ص) المتحسر في تلك الحالة عليه (ع) ، فكان (ص) وهو في حال الاحتضار يتذكر حالات الامام (ع) حتى قال في ذلك الوقت : مالي وليزيد لا بارك الله في يزيد .
ثم رحل الى الرفيق الأعلــــى ، وفارقت الروح الشريفة الجسد المطهّر وفجعت الامة بفقده ، وعزّ علينا فقده في كل آن وحين ، وخاصة ونحن في هذا الزمان العسير الذي طغى فيه كل طاغ وباغ وفاجر.
المنزل الخامس عشر : قلوب المؤمنين فإن له فيها محبة قد عبّر النبي (ص) عنها بأنها " مكنونة في بواطنهم " ، فلاحظ نفسك لتقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ثم نقول : في بيان منازله في مصائبه أو مصائبه في منازله :
الاول : المنزل الاصلي - أعني المدينة - حين اُزعج عنها ، فصعُب عليه ودعى ربه عز وجل تارة .
فقال : " اللهم إنا عترة نبيك قد ازعجونا ، وشكى الى نبيه (ص) " أنا الحسين بن فاطمة قد خذلوني وضيّعوني " .
الثاني : منزله في المأمن لكل شيء : من الانسان ، والحيوان ، والطير ، والوحش ، والشجر ، والنبات ، اعني الحرم الشريف ، حرم مكة المكرمة ، فصار المأمن مخافة له أرادوا قتله فيه فارتحل عنه .
الثالث : ما بين مكة والكوفة ، نزل مراحلها بتخويف له من كل من يلقاه ، وخذلانٍ له من كل من يراه ، فكانوا يتحاشونه لئلا يكلفهم نصرته سلام الله تعالى عليه .
الرابع : كربلاء لها بقصد الاقامة ، ونية التوطن ، فقال للجمّالين
الذين معه :
حطّوا الرحال بها يا قوم وانصرفوا ** عني فمالي عنها قط ترحال
الخامس : مركز له في ميدان الحرب ، كان يرجع اليه كلما اراد الاستراحة من الطعن والضرب . ويقول حين نزوله فيه كثيرا : " لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " .
السادس : مصرع له قال فيه : " خـُـيّر لي مصرع أنا لاقيه " ، نزل على ظهره أي على وجه الارض ثلاثة أيام أو اربعة ، ثم ارتحل الى بطنها ، وهو القبر الشريف المعظم .
السابع : منزل رأسه ، نزله ليلة الحادي عشر في دار خولي بن يزيد ، وفي الحديث نزل تحت اجانة ولكن المشهور على الالسنة ان ذلك النور نزل على التنور .
الثامن : منزل رأسه عليه السلام في مجلس ابن زياد - لعنه الله - ، فكان في طبق موضوعا قدامه ، وهو فرح من نزول هذا الرأس المبارك ذلك المنزل ، والأعظم مصيبة انه لما رآه نازلا عنده كذلك تبسم ، ولعل هذا التبسم منه أعظم من قرعه بالخيزران ، والضرب على أنفه وعينيه .
التاسع : منزله في الكوفة ، وهو مصلوب على شجرة .
العاشر : نزوله في الطريق ما بين الكوفة والشام ، على الرمح تارة ، وفي الصندوق اخرى ، فيالها من منازل كثيرة في بلدان عديدة.
وفي كل منزل نزله (ع) من كل بلدة علامة شاخصة الى الان ، صلوات الله تعالى عليه .
الحادي عشر : نزوله دير الراهب وهو منزل إكرام وتحنيط ، وفرش للفراش اللطيف ، وتطييب للضيف بالمسك والكافور ، وتحية له بالسلام ، وجواب منه عليه السلام وتفصيله في محله إن شاء الله تعالى .
الثاني عشر : نزوله برأسه - في طشت من ذهب في مجلس يزيد - لعنه الله - بالشام ، وقد اجتمعت عليه المصائب وهو في هذا المنزل تزيد على العشرين ، منها حادثة في ذلك المجلس ، ومنها عائدة فقد عادت المصائب كلها ، وتجددت .
الثالث عشر : نزوله (ع) مصلوبا على باب دار يزيد لعنة الله عليه ، ولم تتحمل ذلك زوجة يزيد حتى خرجت حاسرة مكشوفة الرأس وصاحت بيزيد : " أرأس الحسين بن فاطمة مصلوب على فناء بابـــي " فقام يزيد وغطّاها وأرجعها الى حرمه ، وأمر بأن ينزل الرأس وقال لها : اذهبي يا هند واعولي على ابن رسول الله (ص) وصريخة قريش .
الرابع عشر : نزوله مصلوبا - ايضا - على باب دمينة دمشق وهي التي لم يُطقها صبر الامام السجاد صلوات الله تعالى عليه ، حتى نفذ صبره .
[/size][/right]
المصدر كتاب الخصائص الحسينية
للشيخ جعفر التستري
مأجوريـــن